img]
[/img]
تقول الحكمة ( معرفة الداء نصف الدواء ) ولذا فمعرفة أسباب الغيرة تنفعنا كثيراً في العلاج حين نتجنب العوامل المسببة لها .. إضافة إلى أن أهم علاج للغيرة يتركز في إشباع حاجة الأبناء للحب والحنان مع الاهتمام بوجودهم وهي نفس الأسباب التي تدفعهم للعناد وعدم طاعة الوالدين .
فالغيرة والعناد قرينان حين يوجد أحدهما تجد الآخر .. وهي نتاج للعناد ففي
بادئ الأمر يكون الطفل معانداً لأسباب مرّت معنا .. فإذا لم يتم علاجه ،
يتفاقم الأمر عليه ويصاب بمرض الغيرة فلا ينسى الوالدان ان يسمّعاه كلمات الحب والإطراء والتقدير والمديح والاهتمام بوجوده.
وقد تتساءل الأم عن إمكانية توزيع الاهتمام على كل الأبناء في وقت يأخذ
الرضيع كل اهتمام الأم ووقتها نحن ننصح مثل هذه الأم التي حين تهتم برضيعها ، يقف الاكبر ينظر متالماً من الزائر الجديد الذي عزله عن والديه ..
وعلاج الموضوع كما يلي :
1 ـ إشعار الطفل بأنّه كبير :
إنّ الام وهي ترضع صغيرها بإمكانها أن تتحدث مع الكبير قائلة : كم اتمنى أن يكبر أخوك ويصبح مثلك يأكل وحده وله أسنان يمضغ بها ويمشي مثلك و.. و.. حتى أرتاح من رضاعته وتغييّر فوطته، ولكنه مسكين لا يتمكن من تناول الطعام .
وتقول لطفلها الأكبر حين يبكي الرضيع وتهرع إليه : نعم جئنا إليك فلا داعي للبكاء .. إن أخاك سوف يعلمك أن تقول إني جوعان بدل الصراخ والضجيج. وبهذه الكلمات وغيرها من التصرفات يمكن إشعاره بأنّه كبير. وأخيه صغير يحتاج إلى هذه الرعاية.
2 ـ لا تقولي له لا تفعل :
وحتى نجنبه الغيرة من الرضيع يحسن بالأم أن لا تقول للطفل الكبير لا تبكى مثل أخيك الصغير.. أو لا تجلس في حضني مثل الصغار .. أو لا تشرب من زجاجة الحليب لأخيك الصغير.
3 ـ إعطاؤه جملة من الامتيازات :
لابدّ من إشعار الطفل بأنّه كبير وإنّ الاهتمام بالصغير لعجزه وعدم مقدرته إضافة إلى ذلك إعطائه جملة من الامتيازات لأنّه كبير .. فلا يصح الاهتمام بالوليد لأنه صغير دون أن يحصل هو على امتيازات الكبار.. ولا بدّ من الحرص على إعطائه بعض الأشياء لأنّه كبير، مثل أن تخصّـيه بقطعة من الحلوى مع القول له : هذه لك لأنّك كبير، ولا تعطيها لأخيك لأنّه صغير وهذه اللعبة الجميلة لك لأنّك كبير، أمّا هذه الصغيرة فهي للصغير .. وكذلك يجب الحذر من إعطائه لعبة بعنوان انّها هدية له من أخيه الوليد .. لأنّ هذا التصرّف يوحي له بالعجز عن تقديم هدية لأخيه مثلما فعل الأصغر منه .. وتزيد غيرته منه.
4 ـ ارفضي إيذاءه وقابليها بمشاعر :
لابدّ أن تمنعي بحزم محاولة الطفل الكبير إيذاء أخيه الصغير بأن يرفع يده ليهوى بها عليه .. بأن تمسكي يديه أو الحاجة التي يحملها لضربه .. ومع ذلك امسكيه واحضنيه بعطف واحمليه بعيداً عن أخيه .. لأنّ الطفل بالحقيقة لا يريد إيذاء أخيه، ولكن سوء تعامل الوالدين واهتمامهم بالرضيع دونه دفعه إلى هذا الفعل .. لذا ينبغي على الأم أن تمنع الأذى وتقبل مشاعره الغاضبة لأنه لا يملك القدرة على التحكم بها .